( شباب الاسلام )
العدد الثاني رمضان 1430 هــ
الإفتتاحية
رمضان وفتح أبواب الجنة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فقد أظلنا شهر كريم مبارك، وموسم عظيم من مواسم الخيرات والبركات، يعظم الله عز وجل فيه الأجر، ويجزل المواهب، ويفتح أبواب الرحمة فيه لكل طالب وراغب
وهو شهر تفتح فيه أبواب الجنان، كما قال النبي «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفدت الشياطين ومردة الجن، وغُلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي منادٍ يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة» صحيح رواه الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة
الجنة هي الجزاء العظيم، والثواب الجزيل، الذي أعده الله لأوليائه وأهل طاعته، وهي نعيم كامل لا يشوبه نقص، ولا يعكر صفوه كدر وما حدثنا الله به عنها، وما أخبرنا به الرسول يحير العقل ويذهله، لأن تصور عظمة ذلك النعيم يعجز العقل عن إدراكه واستيعابه، استمع إلى قوله تبارك وتعالى في الحديث القدسي «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر» رواه البخاري
ثم قال رسول الله اقرؤوا إن شئتم (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) السجدة
أبواب الجنة
أما عن وصف أبوابها
فقال تعالى( حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ الزمر ، للجنة أبواب يدخل منها المؤمنون، كما يدخل منها الملائكة، قال تعالى وَالْمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) الرعد ، ،
وقال تعالى (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الأَبْوَابُ) ص
أبواب الجنة تفتح في كل عام في شهر رمضان
قال رسول الله «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة» البخاري
عدد أبواب الجنة ثـمـانية
ومنها الريان،
وهو خاص بالصائمين ؛ عن سهل بن سعد أن النبي قال «في الجنة ثمانية أبواب ؛ باب منها يسمى الريان يدخله الصائمون، فإذا دخلوا أغلق فلا يدخل غيرهم»
وهناك باب للمكثرين من الصلاة، وباب للصابرين، وباب للمجاهدين، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله «من أنفق زوجين في سبيل الله من ماله، دُعي من أبواب الجنة، وللجنة ثمانية أبواب، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام» متفق عليه
فقال أبو بكر والله ما على أحدٍ من ضرورة دعي من أيهما دعي فهل يدعي منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال نعم، وأرجو أن تكون منهم
فقد روى مسلم في صحيحه عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله «ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو يسبغ الوضوء، ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء»
درجات الجنة
الجنة درجات متفاضلة تفاضلاً عظيمًا، وأولياء الله المؤمنون في تلك الدرجات بحسب إيمانهم وتقواهم قال الله تعالى (لاَ يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) الحديد
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله «إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة» أراه قال «وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة» رواه البخاري
وفي الصحيح عن أنس رضي الله عنه أن أم حارثة أتت رسول الله وقد هلك حارثة يوم بدر، أصابه سهم غرب، فقالت يا رسول الله، قد علمت موقع حارثة من قبل، فإن كان في الجنة لم أَبْكِ عليه، وإلا سوف ترى ما أصنع، فقال لها «أجنة واحدة هي؟ إنها جنات كثيرة، وإنه في الفردوس الأعلى» رواه البخاري
وأهل الجنة متفاضلون في الجنة بحسب منازلهم، ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي قال «إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم، قالوا يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء، لا يبلغها غيرهم ؟ قال بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين» رواه البخاري
أنهار الجنة
قال تعالى (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى) الرعد
وأنهار من عسلٍ مصفى، في غاية الصفاء وحسن اللون والطعم والريح
عن حكيم بن معاوية قال سمعت رسول الله يقول «في الجنة بحر اللبن، وبحر الماء، وبحر العسل، وبحر الخمر، ثم تشقق الأنهار منها بعد» صحيح الترغيب والترهيب
وقال رسول الله «إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، ومنه تفجر أنهار الجنة وفوقه عرش الرحمن» البخاري
وجاء في وصف الماء أنه مسكوب، قال تعالى وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ الواقعة
قال الثوري يعني يجري في غير أخدود، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال «لعلكم تظنون أن أنهار الجنة تجري في أخدود في الأرض، والله إنها لتجري سائحة على وجه الأرض حافتاها قباب اللؤلؤ وطينها المسك الأزفر» السلسلة الصحيحة
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وافتح اللهم لنا أبواب رحمتك، واجعلنا من عبادك الصالحين
والحمد لله رب العالمين
__________________
اللَّهُمَّ أنزل بك حاجتي وإن قصر رأيي وضعف عملي وافتقرت إلى رحمتك فأسألك يا قاضي الأمور ويا شافي الصدور كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السعير ومن دعوة الثبور ومن فتنة القبور
فقهيات رمضانية
خلاصة الكلام في أحكام الصيام
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه،
وبعد
أولاً تعريف الصوم
الصوم في اللغة الإمساك مطلقًا، والصوم مصدر صام يصوم صومًا وصيامًا الموسوعة الفقهية
وفي الاصطلاح هو الإمساك عن المفطرات بنية من طلوع الفجر إلى غروب الشمس الفقه الإسلامي وأدلته للدكتور الزحيلي
ثانيًا أركان الصوم
1- النية
فالنية ركن أو شرط خلاف مشهور بين أهل العلم في كل عبادة ؛ لقوله «إنما الأعمال بالنيات» متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب
ويجب تبييت النية قبل طلوع الفجر في صيام الفريضة؛ لقوله «من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له» صحيح سنن الترمذي
أما صوم النافلة فلا يلزم فيه تبييت النية ؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت دخل عليَّ النبي ذات يوم، فقال «هل عندكم شيء؟» فقلت لا قال «فإني إذن صائم» رواه مسلم
ويجب تعيين النية في صوم الفريضة ؛ لأن الصوم عبادة مضافة إلى وقت، فيجب التعيين في نيتها كالصلوات الخمس، ويجب كذلك تجديد النية لكل يوم من رمضان؛ لأن كل يوم عبادة مستقلة لا يرتبط بعضه ببعض ولا يفسد بفساد بعض
ب الإمساك
عن المفطرات وهو ركن متفق عليه بين أهل العلم، وإليك بيان هذه المفطرات
ثالثًا مفسدات الصوم
أ- الأكل والشرب عمدًا
اتفق العلماء على أن من أكل أو شرب متعمدًا في وقت الصيام فقد فسد صومه ؛ لقوله تعالى وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ البقرة ، فَعُلِمَ أن الصيام من الأكل والشرب، فإذا أكل الصائم أو شرب متعمدًا فقد أفطر، أما إذا فعل ذلك ناسيًا فلا شيء عليه ؛ لقوله «من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه، فإنما الله أطعمه وسقاه» متفق عليه من حديث أبي هريرة، واللفظ لمسلم
ب الجماع في نهار رمضان
قال ابن القيم رحمه الله في «زاد المعاد» والقرآن دالٌ أن الجماع مفطر كالأكل والشرب لا يعرف فيه خلاف
والدليل على ذلك قوله تعالى فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ البقرة ، وكذلك من باشر امرأته فقبل أو عانق فأمنى فسد صومه
ج -القيء عمدًا
إذا استقاء الصائم فقد فسد صومه، أما من غلبه القيء فلا شيء عليه ؛ لقوله «من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقض» صحيح الترمذي ، وصحيح أبي داود
د الحيض والنفاس
إذا حاضت المرأة أو نفست في جزء من النهار سواء وجد في أوله أو في آخره أفطرت فإن صامت لم يجزئها
لقوله «أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم» مسلم ، من حديث ابن عمر وأبو هريرة
هـ شرب الدخان
إذا شرب الصائم الدخان أو أدخله إلى حلقه فقد فسد صومه، فقد اتفق الفقهاء على أن شرب الدخان المعروف أثناء الصوم يُفسد الصوم الموسوعة الفقهية
رابعًا ما يحرم على الصائم
إذا كانت هناك أشياء يجب على المرء تجنبها في غير الصوم، فتركها في الصوم أولى ؛ لأن الله تعالى إنما شرع لنا الصوم ليكون وسيلة لتقوى الله،
قال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ البقرة
وحذرنا رسول الله من الوقوع في هذه المحرمات فقال «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة
وقال أيضًا «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يصخب، ولا يرفث، وإن أحد سابه أو قاتله فليقل إني صائم» متفق عليه من حديث أنس
وهذه المحرمات وإن كان يجب على الصائم تجنبها إلا أنها ليست من مفسدات الصوم
خامسًا ما يُباح للصائم
المضمضة والاستنشاق
يباح للصائم المضمضة لأنها من أفعال الوضوء، ولم ينقل عن النبي أنه امتنع عنها في صيامه، ولقوله لعمر حين أخبره أنه قبل وهو صائم، فقال «أرأيت لو تمضمضت بماء وأنت صائم؟» قلت لا بأس بذلك فقال «ففيم» أخرجه أحمد في مسنده ، وصحيح أبي داود ، وصحيح النسائي
ويُكره المبالغة في المضمضة والاستنشاق ؛ لقوله « وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا» صحيح أبي داود
السواك للصائم
يجوز للصائم التسوك أثناء صيامه لعموم قول النبي «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء» متفق عليه
فلم يفرق الرسول بين الصائم وغيره
الصائم يصبح جنبنًا
يجوز للصائم أن يدخل عليه وقت الفجر وهو جنبٌ؛ لما ثبت عن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما أن النبي كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله، ثم يغتسل ويصوم متفق عليه
التبرد والاغتسال
يجوز للصائم أن يصب على جسده الماء بقصد التبرد أو الاغتسال كما ثبت من فعل النبي في الحديث السابق، ولما ثبت عند أبي داود أنه كان يصب على رأسه الماء وهو صائم من العطش أو الحر صحيح أبي داود
القُبلة والمباشرة
يجوز للصائم أن يُقبل امرأته ويباشرها دون الإنزال لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها كان رسول الله يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم، ولكنه كان أملككم لإربه» متفق عليه ويكره ذلك لمن كان لا يملك شهوته
الحجامة
يُباح للصائم أن يحتجم أو يتبرع بالدم ما لم يُضعفه ذلك عن الصوم ؛ لما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال احتجم النبي وهو صائم أخرجه البخاري
وسُئل أنس بن مالك أنتم تكرهون الحجامة للصائم ؟ قال لا، إلا من أجل الضعف أخرجه البخاري
الكحل والقطرة
يباح للصائم استعمال الكحل والقطرة مما يدخل العين، ولا يصح في النهي عن استعمال الكحل للصائم حديث نيل الأوطار للشوكاني
الحقنة
وهي لا تفطر إذا لم تصل إلى الأمعاء، وكانت غير مغذية، باتفاق العلماء، أما الحقن المغذية أو التي تصل إلى الأمعاء فذهب الجمهور إلى أنها تفسد الصوم، وذهب ابن تيمية إلى أنها لا تفسد الصوم، وهو ما رجحه ابن عثيمين عليه رحمة الله في «الشرح الممتع»
تذوق الطعام
يُباح للصائم أن يتذوق الطعام إذا كانت هناك حاجة؛ كشراء طعام يريد معرفة طعمه أو طبخ أو نحو ذلك، بشرط إلا يدخل شيء منه إلى الحلق، فإذا لم تكن هناك حاجة فيكره له ذلك الشرح الممتع
سادسًا ما يُستحب للصائم
للصوم آداب ينبغي للصائم أن يتحلى بها، منها
السحور
أجمع أهل العلم على استحبابه؛ لقوله «تسحروا فإن في السحور بركة» متفق عليه
ويستحب تأخير السحور لما ثبت عن زيد بن ثابت قال تسحرنا مع رسول الله ، ثم قمنا إلى الصلاة، قلت كم كان قدر ما بينهما؟ قال خمسون آية متفق عليه
تعجيل الفطر
يستحب للصائم أن يعجل الفطر متى تحقق غروب الشمس ؛ لقوله «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» متفق عليه
الدعاء عند الإفطار
يُسن للصائم أن يدعو عند فطره، فدعوته مستجابة ؛ لقوله «ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم» صحيح الترمذي ، وصحيح ابن ماجه ، وصحيح ابن حبان من حديث أبي هريرة
سابعًا من يجب عليه الصوم
أجمع أهل العلم على أنه يجب الصيام على المسلم البالغ العاقل الصحيح المقيم القادر، ويجب أن تكون المرأة طاهرة من الحيض والنفاس فقه السنة
ثامنًا من يحرم عليه الصوم
أجمع أهل العلم على أن الحائض والنفساء لا يحل لهما الصوم، وأنهما تفطران وتقضيان وإذا صامتا لم يجزئهما الصوم؛ لقوله «أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصم» مسلم
تاسعًا من يباح له الصوم والفطر
المريض
رخص الله للمريض الفطر رحمة به وتيسيرًا عليه، قال تعالى وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ البقرة ، فيجوز له أن يفطر ثم يقضي ما فاته من صوم بعد ذلك
المسافر
رخص للمسافر الفطر أيضًا تيسيرًا له للآية السابق ذكرها، وهو مخير بين الصوم والفطر ؛ فقد سأل حمزة الأسلمي رسول الله أأصوم في السَّفر وكان كثير الصيام فقال له رسول الله «صم إن شئت وأفطر إن شئت» متفق عليه
ولكن يمكن أن يستدل على تفضيل الفطر ؛ بما رواه مسلم من حديث حمزة الأسلمي أنه قال يا رسول الله، أجد مني قوة على الصوم في السفر فهل عليَّ جناح؟ فقال «هي رخصة من الله تعالى، فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه» قال الشوكاني وهو قوي الدلالة على فضيلة الفطر نيل الأوطار وقال عمر بن عبد العزيز أيسرهما أفضلهما
الشيخ الكبير والمرأة العجوز
يُرخص للشيخ الكبير والمرأة العجوز وكذلك المريض الذي لا يُرجى برؤه الفطر ؛ لقوله تعالى وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ البقرة ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال «هو الشيخ الكبير الذي لا يستطيع الصيام فيفطر، ويطعم عن كل يوم مسكينًا نصف صاع من حنطة» رواه البخاري
الحامل والمرضع
يباح لهما الفطر إن خافتا على أنفسهما أو أولادهما؛ لقوله «إن الله تعالى وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة وعن الحامل والمرضع الصوم» صحيح أبي داود
عاشرًا القضاء
من أفطر في رمضان وجب عليه صيام ما فاته من صيام إن كان له قدرة على الصيام، لقوله تعالى فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ، ومن مات عليه نذر صوم صام عنه وليه ؛ لقوله «من مات عليه صوم صام عنه وليه» متفق عليه من حديث عائشة
وذهب بعض أهل العلم إلى العمل بعموم الحديث، وقال بجواز قضاء جميع أنواع الصيام المحلى ، والشرح الممتع
ويجوز القضاء على التراضي لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يكون عليَّ الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضية إلا في شعبان متفق عليه
قال ابن حجر وفي الحديث جواز تأخير قضاء رمضان مطلقًا سواء كان لعذر أو لغير عذر الفتح
ولا يجب التتابع في القضاء، قال ابن عباس رضي الله عنهما «لا بأس به أن يفرق» علقه البخاري
الكفارة
وتجب الكفارة على من أفسد صومه بالجماع ؛ لما ثبت عن رسول الله أنه أتاه رجل فقال يا رسول الله، هلكت قال «وما أهلكك؟» قال وقعت على امرأتي في رمضان قال «هل تستطيع أن تعتق رقبة؟» قال لا قال «هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟» قال لا قال «هل تستطيع أن تطعم ستين مسكينًا؟» قال لا الحديث متفق عليه من حديث أبي هريرة
الفدية
وتجب على من أفطر في رمضان وعجز عن قضاء ما فاته من الصيام ؛ كالشيخ الكبير الفاني، وكذلك المريض الذي لا يرجى برؤه ؛ لقوله تعالى وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فسرها ابن عباس بالشيخ الكبير والشيخة إذا كانا لا يطيقان الصوم فيطعمان عن كل يوم مسكينًا، ولما ثبت أيضًا عن أنس أنه بعد ما كبر أفطر وأطعم عن كل يوم مسكينًا خبزًا ولحمًا علقه البخاري مع الفتح
نسأل الله أن يبلغنا وإياكم رمضان، وأن يجعلنا فيه من المقبولين الفائزين، إنه نعم المولى ونعم النصير
والله من وراء القصد
أخلاق وتزكية
رمضان وإيقاظ الضمائر النائمة
المتطلّع في واقع كثير من الناس، وَسْط أجواء المتغيرات المتكاثرة، والركام الهائل من المصائب والبلايا والنوازل والرزايا، ليلحظ بوضوح أن كثيرًا من النفوس المسلمة تواقةٌ إلى تحصيل ما يثبت قلوبها، وإلى النهل مما تطفئ به ظمأها، وتسقى به زرعها، وتجلو به صدأها، فهي أحوج ما تكون إلى احتضان ضيف كريم يحمل في جنباته مادة النماء فهي مشرئبة لحلوله، يُقطعها التلّهف إلى أن تطرح همومها وكدّها وكدحها عند أول عتبة من أعتابه بعد أن أنهكت قواها حلقات أحداث مترادفة بعضها يموج في بعض حتى غلت مراجلها، واشتدّ لهب أتُّونها، فما برحت تأكل الأخضر واليابس، تفجع القلوب وتعكّر الصفوف، وتصطفق وسط زوابعها العقول والأفهام، ولأجل ذلك كان الناس بعامة أحوج ما يكون إلى حلول شهر الصيام والقيام، شهر ضياء المساجد، شهر الذكر والمحامد، شهر الطمأنينة ومحاسبة النفس، وإيقاظ الضمائر التي أوشكت أو توارى في الثرى
ومع استهلال شهر المغفرة فلا بد للإنسان أن يقف مع نفسه وقفة صادقة متأنية، فوالله لتموتن كما تنامون، ولتُبعثنَّ كما تستيقظون، ولتجزون بما كنتم تعملون، أفلا معتبر بما طوت الأيام من صحائف الماضين؟ وقَلَّبت الليالي من سجلات السابقين؟ وما أذهبت المنايا من أماني المسرفين؟ هذه يد المنون تتخطف الأرواح من أجسادها، تتخطفها وهي راقدةٌ في منامها، تعاجلها وهي تمشي في طرقاتها، تقبضها وهي مكبة على أعمالها، تتخطفها وتعاجلها من غير إنذار أو إشعار( فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) النحل
فاعلم أخي المسلم وأنت على أعتاب رمضان أن صاحب القلب الحي يغدو ويروح، ويمسي ويصبح، وفي أعماقه حِسٌ ومحاسبة لدقات قلبه، وسماع أذنه، وحركة يده، وسير قدمه، إحساس بأن الليل يُدْبر، والصبح يتنفس، والكونُ في أفلاكه يسبح بقدرة العليم وتدبير الحكيم كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى لقمان
أصحاب القلوب الحية صائمون قائمون خاشعون قانتون، شاكرون على النعماء، صابرون في البأساء، لا تنبعث جوارحهم إلا بموافقة ما في قلوبهم، تجردوا من الأثرة والغش والهوى، اجتمع لهم حسن المعرفة مع صدق الأدب، وصفاء وسخاء النفس مع مظانة العقل، هم البريئة أيديهم، الطاهرة صدورهم، متحابون لجلال الله، يغضبون لحرمات الله، أمناء إذا ائتمنوا، عادلون إذا حكموا، منجزون ما وعدوا، موفون إذا عاهدوا، جادون إذا عزموا، يهشون لمصالح الخلق، ويضيقون بآلامهم، في سلامة من الغل وحسن ظنٍ بالخلق
ترك المرء ما لا يعنيه
ونحن نستقبل شهر الخيرات فإننا نتذكر ونعي جيدًا أن من حُسْنِ إسلام المرء تركه ما لا يعنيه وفي «المسند» عن أنس رضي الله عنه أن النبي قال «لا يستقيم إيمان عبدٍ حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه»
وفي «الصحيحين» أن النبي قال «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت»
وقال عز وجل( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ق
إن الترفع عن الخوض فيما لا يعني لمن تمام العقل، كما أنه يورث نور القلوب والبصائر، ويثمر راحة البال، وهدأة النفس، وصفاء الضمير مع توفيق الله تعالى للعبد، إنها طهارة الروح وسلامة الصدر
إن الاشتغال بما لا يعني ينتج قلة التوفيق وفساد الرأي، وخفاء الحق، وفساد القلب، وإضاعة الوقت، وحرمان العلم، وضيق الصدر، وقسوة القلب، وطول الهمّ والغمّ وكَسَف البال، ومحق البركة في الرزق والعمر، وإن أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كلّ وقت بما هو أَوْلى بها وأنفع لها في معادها وقد كان السلف رحمهم الله يكرهون الخوض فيما لا يعني، ويمنعون أحدًا أن يغتاب أحدًا في مجالسهم، حرصًا على سلامة صدورهم، وصيانة لأعمالهم
إن الحديث عن الآخرين وتتبع سقطاتهم وإشاعتها، والفرح بها لمِن أقبح المعاصي أثرًا وأكثرها إثمًا، ولا يموت مقترفها حتى يُبتلى «كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه» رواه مسلم فكيف إذا كانت مسائل هوى، ونزاع طيش على هوى وحبَّ غلبة ورغبة استعلاء، وإرادة خفضٍ للآخرين؟
تتبع العورات وتَلَمُّسْ العثرات
ومع استقبال نسائم الطاعات وحلول شهر الخيرات فإننا نرى من المآسي والأهوال ما يجعلنا نرتعد لنقف مع أنفسنا وقفة متأنية مع ما نراه من تفشي مظاهر التقاطع والتدابر، والنفرة والتهاجر، وانتشار لوثات التعالي، والجفاء والتباغض، والشحناء في هوى مُطاع وشُحِّ متبع، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، ورفع لراية الشائعات المغرضة والأخبار المكذوبة الملفقة، وتلمس العيوب للبرآء، وتضخيم الهنات للعلماء، وتتبع المثالب للصلحاء، وانتقاص مقامات الفضلاء النبلاء، حتى إن الغيور لينتابه شعورٌ بالإحباط، وهو يرى هذه المظاهر السوداوية القاتمة تنتشر في دنيا الناس انتشار النار في الهشيم، فلا يستطيع لها تفسيرًا، ولا يجد لها مساغًا أو تبريرًا، يكون شمعة يحرق نفسه ليضيء للآخرين، ومع ذلك يجد أن هناك لصوصًا يتمسحون بالأجواخ، ويتسلقون على الأكتاف للوصول إلى مآربهم الشخصية ومصالحهم الذاتية، ومطامعهم المادية دون وازع من دين أو خُلق أو ضمير، مَرَدوا على الأحابيل والدنايا، ودأبوا على المكر وسوء النوايا، لا يتلذذون إلا بالنيل والإساءة للناجحين، والثلب في الصالحين، والتقليل من شأن العاملين، وتنفير الناس منهم والعمل على الإساءة إليهم، والوقيعة بهم، بتلفيق الطعون والاتهامات، ونشر الأراجيف والشائعات، في حروب اجتماعية طاحنة، وضغوط نفسية قاتلة ومن العجيب مسارعة بعض الدهماء إلى تصديق هؤلاء كضربة لازب، بل إنك لتستغرب حال كثير ممن يروِّجون فتنة القول على عواهنه، ولا ينتهي عجبك وأنت ترى أن بعضهم قد يُشارُ إليه بعلم أو فضل أو صلاح أو مكانة، وكأنهم لم تطرق أسماعهم آية الحجرات المدوِّية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ الحجرات ، وفي قراءة حمزة والكسائي «فتثبتوا» وقوله في الحديث الصحيح عند مسلم وغيره «كفى بالمرء كذبًا أن يُحدث بكل ما سمع»
ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية حيث يقول «حتى إن الرجل ليشار إليه بالزهد والدين والعبادة، ولسانه يفري في لحوم الأحياء والأموات وهو لا يبالي بما يقول» بل إن منهم من لا يتورع عند التدخل في خصوصيات الآخرين
وفي أتون هذه المظاهر القاتمة ينبغي أن تُعلي رايات المنهج الأخلاقي المتميز الذي ينضح بنبل الشمائل والخلال، وعريق السجايا والخصال، إنصافٌ لا اعتساف، ائلاف لا اختلاف، تناصح لا تفاضح، تسامحٌ لا تناطح، صفاءٌ لا جفاء، تناصر لا تنافر، تجاوز لا تناحر، تناظم لا تصادم، اتفاق لا افتراق، اعتصام لا خصام، اجتماع لا نزاع، قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ الحجرات ، وفي الصحيح أن رسول الله قال «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث» رواه البخاري ومسلم
وعند البيهقي وغيره «أن الله حرَّم دم المسلم وعرضه وأن تظن به ظن السوء» حسنه الألباني
علو الهمة
يوم فى حياة صائم
( فكرة أحد المواقع الإسلامية)
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله –صلى الله عليه وسلم - ...
أخي الحبيب ... كل عام وأنتم بخير ...
* هل تريد أن تحمي نفسك من عطش 50.000 سنة يوم القيامة ؟؟
عندما تصوم يوما في رمضان فإنك تصوم 14 ساعة أي =50000 ثانية تقريبًا
فهل تتخيل أن صوم 50000 ثانية في رمضان يقيك عطش 50000 سنة يوم القيامة ؟؟؟
أي ان الثانية الواحدة في رمضان بسنة كاملة من سنوات الحر والعطش يوم القيامة !!!!!
* أخي الحبيب ...
إذا فاتك رمضان ....لن يعوض ... ألا يكفي كل رمضان ضاع في حياتك من قبل ...
إذا وقعت فقم ... لا تيأس ...
اجعله كأنه آخر رمضان في حياتك واشحذ عزمك وانطلق معنا في هذه المشاريع قدر وسعك:-
** مشروع كيف تربح المليار في 30 يوم :
• هل تعلم أن حسنات ختمة قرآن واحدة في الأيام العادية = 3,3 مليون حسنة إذا تقبلها الله – سبحانه وتعالى - ( أي تمحو 3,3 مليون سيئة ) ...
ومضاعفة الحسنات في رمضان جعلت ثواب العمرة في رمضان = ثواب الحج مع رسول الله !! ...
• فما بالك بثواب ختمة القرآن في رمضان ؟؟؟ مئات الملايين من الحسنات بين يديك فهل ستضيعها ثم تندم على الحسنة الواحدة يوم الفزع الأكبر ؟ هكذا رصيدك أعلى من رصيد أصحاب شركات المحمول والملتي ناشيونال جروبز !!
** مشروع ضربة البدء :
• اجعل بداية الشهر هي أقوى مافي الشهر كله ..
فور بداية أول ليلة في رمضان ..
اشحذ عزمك وصمم أن تكون هذه الليلة هي ليلة العتق من النار ...
من أول ليلة بإذن الله ..وكل ليلة فور الإفطار اعزم أن تكون هذه الليلة هي ليلة العتق من النار ...( إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة ) صححه الألباني ..
أمامك 60 فرصة للعتق من النار في كل يوم فرصة وفي كل ليلة فرصة ...
يعني في رمضان :- إذا صحت ليلة واحدة .....انقاذ لمصيرك كله ... إذا صح يوم واحد ..... إنقاذ لمصيرك كله .
** مشروع رمضان غيرني ( مشروع التحضير للتراويح )
• قم بتحضير الجزء الذي ستسمعه ليلا في صلاة التراويح بقراءته بعد العصر بتدبر وخشوع .. وسترى الفارق الكبير في خشوعك في التراويح
(هكذا أنت تسير في ختمتين معا .. ختمة سماع في التراويح و ختمة تلاوة بعد العصر ) ...
وإن استطعت أن تقرأ في تفسير هذا الجزء أو تسمع شريطاً في تفسيره لنلت ختمة نَدَرَ ...
من يطبقها اليوم !!! ... وهي ختمة المدارسة .... وهكذا حقا ...... يأتي التغيير في رمضان ...( متوسط تفسير الجزء في تفسير السعدي 29 صفحة فقط للجزء الواحد )
** مشروع مفاتيح خزائن الله
• هل تعلم أن لك في رمضان 60 دعوة مستجابة يعنى أن 60 مشكلة من مشاكل حياتك يمكن أن تحل , 60حلمًا من أحلام حياتك يمكن أن يتحقق ...(ولكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة ) صححه الألباني ...
لو أن أغنى أغنياء العالم أعطاك 60 شيك على بياض – كيف يكون فرحك ؟_ولله المثل الأعلى_ الله أعطاك 60 دعوة مستجابة لكل يوم وليلة
• غير حياتك في نصف ساعة : ( احتفظ بكتيب دعاء في جيبك واقرأ فيه بتضرع كل يوم ولا تضيع مفاتيح خزائن الله في حياتك )
** مشروع حج مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:
( عمرة في رمضان كحجة معي )لا يوجد عمل يجعلك مع رسول الله كالصحابة مثل عمرة في رمضان
** مشروع زيادة الأرزاق وتوسيعها :
عندك مشكلة في الرزق ؟؟ تريد وظيفة مجزية ؟؟ تريدين زوجًا ؟؟ تريدين ذرية وأولاد ؟؟ تريد زوجة ؟؟؟ (من أراد أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه )...لاتنسى عزومة على الإفطار لرحمك وجيرانك .
** مشروع 30 قصر في الجنة :
ليس 30 قصرًا في الساحل الشمالى أو سواحل هاواي أو نيس الفرنسية...بل في الجنة ...حافظ كل يوم على 12 ركعة سنة رواتب ( 2 قبل الفجر/ 4 قبل الظهر و 2 بعده / 2 بعد المغرب / 2 بعد العشاء)
** مشروع 7 حجات يومياً في رمضان :
5 حجات : هل تعلم أنك إذا سمعت الأذان فقمت فوراً فتوضأت وانطلقت فوراً إلى المسجد فصليت فيه الفريضة لك ثواب حجة ( من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره أجر الحاج المحرم)صححه الألباني ..
((وللنساء نفس الأجر في منزلها إن شاء الله إذا صحت نيتها بطاعة الله ورسوله بالقرار في البيت وهي راضيه )
• حجة أخرى : ( من صلى صلاة الغداة "أي الفجر" في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم قام فصلى ركعتين انقلب بأجر حجة وعمرة ) صححه الألباني ...... جلسة الضحى وحدها تفوز بسببها بأجر 30 حجة وعمرة في رمضان .
• حجة أخرى ..صح عن رسول الله ص أن حضور درس علم له أجر حجة ...صلى التراويح في مسجد فيه كلمة بين الركعات فهي تقوم مقام درس العلم بإذن الله.... هل هناك عاقل يضيع سبع حجات يومياً !!!
** مشروع الكنز الضائع :
غالب الناس يضيع الساعة التي بعد الإفطار رغم أنك لو قرأت فيها جزءاً من كتاب الله لقرأت فيها على مدى الشهر ختمة كاملة ؟؟؟ فماذا يعطلك عن ثواب ختمة كاملة ؟؟!! هل يعوضك عن ذلك برنامج كوميدي ؟؟أو حوار مع فنان ؟؟
** مشروع رهبان الليل ( فرسان التهجد ) اقرأ هذا الحديث المبهر ( إن الله ليمهل في شهر رمضان كل ليلة حتى اذا ذهب ثلث الليل الأول هبط إلى السماء ثم قال هل من سائل يُعطى هل من مستغفر يُغفر له هل من تائب يُتاب عليه ) صححه الألباني ....أكثر مايبهر هنا أن الله ينزل في غير رمضان على أشهر الأقوال كل ليلة في الثلث الأخير من الليل أما في رمضان فيتنزل في آخر ثلثين من الليل , فمعظم الليل في رمضان فرصة هائلة لتفريج الكربات ونيل العطاءات فيا لها من فرصة لا تعوض ؟؟ ... نم ..لو لم يكن عندك ذنب ..نم ..لو لم تكن محتاجاً لأي شيء من الله..نم..لو لم تكن مشتاقا الى جوار الله في الفردوس.
** مشروع ليلة العمر :
ليلة القدر 12 ساعة خير من ألف شهر ... أي خير من 720.000ساعة أي ( 3/4 مليون ساعة ) ...
إذا ساعة فيها أفضل من 60.000 ساعة ...
آية القرآن فيها أعلى من 60.000 آية والركعة فيها أعلى من 60.000 ركعة
و تفطير صائم فيها أعلى من 60.000 تفطير صائم في غيرها ...حقا ..
( من حرم خيرها فهو المحروم ) حديث صحيح ...
إنها حقاً ليلة العمر ... فطر فيها الصائمين … وصل رحمك ولو بالهاتف .... وصالح كل من بينك وبينه مشاحنة ولو بالهاتف ... واقرأ القرآن … وصلى فيها حتى تتفطر قدماك كرسول الله ص… ومن أفضل العبادات فيها أن تعفوعن كل من ظلمك ... وسل الله العفو فإن الجزاء من جنس العمل ( اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عنا )
** مشروع التأمين على الصيام:
كل صائم تفطره كأنك صمت يوماً آخر من رمضان واليوم بعشرة ( فلو فطـّرتَ 36 صائما كأنك صمت 360يوما أي جعلت السنة كلها رمضان (لا تنسى : شنطة رمضان , وضع علب التمر في المسجد , تفطِير الصائمين بالتمر وأنت ذاهب للمسجد , مشروع التفطير على الطرق السريعة والمواقف بالمال والجهد ) وأبشر بعدة رمضانات في ميزانك .
** مشروع فرسان الدعوة :
أخطر موسم يريد كل من له معصيه سماع الدين فيه هو رمضان فيجب أن ننتهز الفرصة..جاهد بمالك وجهدك في توزيع الأشرطة وCD على غير الملتزمين والسائقين والمواقف وأصحاب المحلات (عاهدهم أن يسمعوها )... وزع المصاحف الصغيرة الفاخرة في رمضان مقابل القراءة فيها... ادعو 2 من أصحابك طيلة الشهر ليضاف حسناتهم في ميزانك .
** مشروع فرسان رمضان :
عاهد الله في رمضان أن تتوب كل يوم من ذنب معين لا تعود إليه بعدها أبدا بإذن الله ...فأول يوم .. عاهد الله على ترك التدخين , وثاني يوم .. عاهد الله على ترك الإختلاط كله , وثالث يوم .. عاهد الله على ترك الأغاني المحرمة كلها....طهر محمولك والهارد ديسك من أي شيء يغضب الله ... وهكذا ....( لتنفذ كل هذا قاطع الشاشتين في رمضان .. شاشة النت وشاشة الدش)
** مشروع فارسات رمضان :
لابد من ارتداء الحجاب الكامل في رمضان , الحجاب الشرعي حجاب عائشة وفاطمة ..اذا لم تدخلي في رحمة الله وأبواب الجنة كلها مفتوحة وأبواب الرحمة كلها مفتوحة .. وأبواب السماوات السبع مفتوحة .... فمتى ستدخلين؟؟؟!!
** مشروع العناية المركزة ( اعتكاف العشر الأواخر )
اعتكف في مسجد فيه دعاة متفرغين لتربيتك في هذه الأيام . ( احرص على الاعتكاف ولا تتركه )
** مشروع فرسان الذكر :
( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ... أحب الكلام إلى الله ) كل كلمة بشجرة في الجنة ... كل كلمة أعظم عند الله من جبل أحد ... كل كلمة تصعد إلى العرش ستذكر بها عند الله ... قل هذه الكلمات في جلسة الضحى , وأثناء سيرك في الطريق ... ولا تضيع ثوابها العظيم .
** ماذا بعد رمضان ؟؟
عاهد الله في الإعتكاف على عبادة لا تتركها أبدًا بعد رمضان ( صيام , قيام ساعة كل ليلة , ورد قرآن ثابت ) ... وعاهده على ثغر من ثغور نصرة الإسلام انذر حياتك لنصرة الدين من خلاله .. حتى يصبح كل رمضان نقطة تغيير حقيقية في علاقتك بالله .
أحبابنا من المسلمين والمسلمات في بلاد الغرب .. لاتدعوا أي شيء يشغلكم عن الله في رمضان .. ولا تنسوا دعوة غير المسلمين إلى الإسلام بأقوالكم وأخلاقكم ودعائكم لهم
من هدي الرسول
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان
أخي المسلم... أختي المسلمة.. وهكذا وبهذه السرعة الخاطفة أوشك شهر الصيام والقيام على الانصرام، فها هو يتهيأ للرحيل، وقد كنا بالأمس القريب نستقبله واليوم وبهذه السرعة الخاطفة نودعه، وهو شاهد لنا أو علينا، شاهد للمؤمن بطاعته وصالح عمله وعبادته، وشاهد على المقصر بتقصيره وتفريطه.
أخي المسلم.. أختي المسلمة.. ما أسرع مواسم الخير في الزوال؟
فقد ذهب نصف شهرنا المبارك وبقي نصفه الآخر، فالله لنا نسأل ولكم أن يتقبل ما مضى، وأن يعيننا على ما تبقى..
لقد نزلت علينا العشر الأواخر من رمضان وفيها الخيرات والأجور الكثيرة وفيها الفضائل المشهورة والخصائص العظيمة.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعملها في بقية الشهر، وإليك أخي المسلم هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان.
أعمال النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان:
أولاً:كما أخبرت به عائشة رضي الله عنها:
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره» رواه مسلم.
فكان يحيي الليل فيها، من صلاة ودعاء واستغفار ونحوه، كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر». متفق عليه.
ومعنى شد المئزر أي كان يعتزل النساء اشتغالاً بالعبادة.
وتقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة وصوم ونوم فإذا كان العشر شمر وشد المئزر».رواه أحمد
ثانياً:كان يوقظ أهله للصلاة
كان يوقظ أهله للصلاة والذكر والدعاء حرصاً منه على اغتنام تلك الليالي المباركة، كما أخبرت به عائشة رضي الله عنها:«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا اليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر». متفق عليه.
وكان صلى الله عليه وسلم يطرق باب فاطمة وعلياً ليلاً فيقول لهما: «ألا تقومان فتصليان». متفق عليه
ثالثاً: كان يعتكف فيها
كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً». رواه البخاري.
والاعتكاف هو لزوم المسجد للتضرع لطاعة الله عز وجل، وهو من السنن الثابتة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
كما قال تعالى: {وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [البقرة: 187]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف كل رمضان عشرة أيام وكان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً». رواه البخاري.
وشرع الله عز وجل الاعتكاف حتى ينقطع المسلم عن كل ما يكون سبب في انشغال القلب عن عبادة الله جل علاه.
ولذلك ينبغي للمعتكف أن ينشغل بالذكر والقراءة والصلاة والعبادة وأن يتجنب مالا يعينه من حديث الدنيا.
رابعاً:كان يتحرى ليلة القدر التي تقع فيها
الله سبحانه سماها ليلة القدر لعظيم قدرها وشرفها وجلالة مكانتها عنده ولكثرة مغفرة الذنوب وشد العيوب فيها، ولأن المقادير تقدر وتكتب فيها.
وقد خص الله تعالى الليلة بخصائص كثيرة منها:
أولاً:نزول القرآن الكريم فيها، الذي به هداية البشر وسعادتهم في الدنيا والآخرة والمعجزة الخالدة، قال تعالى: {إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ }
ثانياً:وصفها بأنها خير من ألف شهر أي أكثر من ثمانين سنة قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ }
ثالثاً:وصفها بأنها مباركة أي كثيرة البركات والخيرات كما قال تعالى: {إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ } [الدخان: 3]
رابعاً:أنها تنزل فيها الملائكة والروح أي يكثر تنزل الملائكة في تلك الليلة لكثرة بركتها فينزلون إلى الأرض للخير والبركة والرحمة.
والروح هو جبريل عليه السلام بالذكر لشرفه ومكانته قال تعالى: {تَنَـزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا } [القدر: 4]
خامساً:وصفها بأنها سلام أي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءاً أو يعمل أذى، أو سلام للمؤمنين من كل مخوف لكثرة من يعتق فيها من النار ويسلم من عذابها، كما قال تعالى: {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر:5]
سادساً:كما قال تعالى عنها: { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } [الدخان: 4]
يعني يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة ما هو كائن من أمر الله تعالى في تلك السنة من الأرزاق والآجال والخير والشر وما يقدر به لعباد من أعمال وغير ذلك، وقوله تعالى: {كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} أي أوامر الله المحكمة المتقنة التي ليس فيها ضلل ولا نقص ولا سفه ولا باطل ذلك تقدير العزيز العليم.
سابعاً:أن الله يغفر لمن قامها إيماناً واحتساباً ما تقدم من ذنبه كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه». متفق عليه.
إيماناً أي تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه.
احتساباً: أي طلباً للأجر لا لقصد آخر من رياء ونحوه.
ثامناً:أن الله أنزل في فضلها سورة كاملة تتلى إلى يوم القيامة تتلى بين الناس.
في أي ليلة تكون؟
ليلة القدر في شهر رمضان لأن الله أنزل القرآن الكريم فيها وقد أخبر سبحانه وتعالى أنه أنزل القرآن في شهر رمضان كما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْـزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185]
وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان». متفق عليه.
وهي في الأوتار أقرب من الأشفاع، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم: «تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان». رواه البخاري.
وهي في السبع الأواخر أقرب، أي ليلة خمسة وعشرين وسبعة وعشرين، وتسعة وعشرين لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«التمسوها في العشر الأواخر فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي». رواه مسلم.
ولقوله صلى الله عليه وسلم: «أرى روياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ممن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر». متفق عليه.
وأقرب أوتار السبع الأواخر ليلة سبع وعشرين وهو ما عليه جماهير العلماء لحديث أبي بن كعب قال: "والله إني لأعلم أي ليلة هي الليلة التي أمرنا رسول الله بقيامها هي ليلة سبع وعشرين". روه مسلم
ولقوله صلى الله عليه وسلم: «ليلة القدر ليلة سبع وعشرين». رواه أحمد وأبو داود.
وذهب ابن حجر والنووي وغيرهم من العلماء على أنها لا تختص ليلة القدر بليلة معينة في جميع الأعوام، بل تنتقل فتكون في عام ليلة سبع وعشرين مثلاً وفي عام آخر ليلة خمس وعشرين تبعاً لمشيئة الله وحكمته لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «التمسوها في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى». رواه البخاري.
والحكمة في إخفاء تلك الليلة عن العباد رحمه بهم ليكثر في طلبها في تلك الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر والدعاء فيزدادوا قربة من الله تبارك وتعالى.
علامات ليلة القدر
هناك علامات تعرف بها ليلة القدر ذكرها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم منها:
العلامة الأولى:
أنها ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة، كما قال صلى الله عليه وسلم: «ليلة القدر طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة». رواه ابن خزيمة.
العلامة الثانية:
قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة وانشراح الصدر في تلك الليلة أكثر من غيرها والرياح تكون فيها ساكنة ولا يرمى فيها بنجم، أي لا ترسل فيها الشهب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ليلة القدر لية بلجة لا حارة ولا باردة لا يرمى فيها بنجم». رواه أحمد.
العلامة الثالثة:
أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع صافية ليست كعادتها في بقية الأيام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها حلت حتى ترتفع». رواه مسلم.
ماذا يفعل المسلم في يومها:
إحياؤها بالتهجد وكثرة الصلاة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه»
كثرة الدعاء في تلك الليلة، خاصة دعاء عائشة رضي الله عنها حينما قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: «أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني».
كثرة قراءة القرآن والذكر والاستغفار، فاجتهدوا رحمكم الله في طلبها فهذا أوان الطلب واحذروا من الغفلة ففي الغفلة العطب.
دعوة وعلم
تأثير الصيام على أجزاء الجسم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السنة النبوية
لماذا لم تدون السنة كما دون القرآن ؟!
نجح كثير من المستشرقين في العصور المتأخرة في التأثير على عقول بعض المسلمين ، فانخدعوا بكتاباتهم ودراساتهم حول الإسلام ، وهماً منهم أنها قامت على الموضوعية والحياد والإنصاف والتجرد في البحث العلمي ، ومن ثم اقتفوا آثارهم ، ورددوا دعاواهم التي لم يقيموا عليها أي بينة ، بل زادوا عليها من أنفسهم ، وكل هؤلاء وأولئك نفثوا سمومهم باسم البحث والمعرفة وحرية النقد ، وهم أبعد ما يكون عن العلم الصحيح والبحث القويم والنقد النزيه .
وبذلك جاءت كتابات هذا الفريق من تلامذة المستشرقين وأذنابهم حول الإسلام عموماً والحديث النبوي خصوصاً لا تقلٌّ - إن لم تكن قد فاقت - كتابات المستشرقين في إثارة الشبه والتشكيك في مصادر الشريعة الإسلامية ، فكانت تلك الكتابات في حقيقتها ما هي إلا مرآة وصدى لأفكار المستشرقين التي تأثروا بها .
وكان من هؤلاء الذين دعوا إلى ترك الحديث والاعتماد على القرآن الدكتور توفيق صدقي الذي كتب مقالين في مجلة المنار بعنوان " الإسلام هو القرآن وحده ، ثم تلاه " أحمد أمين في كتابه" فجر الإسلام " الذي عقد فيه فصلاً خاصاً أتى فيه بأفكار وآراء حول الحديث ، وهي لا تخرج في جملتها عن أفكار وآراء المستشرقين من غير أن ينسبها إليهم , ثم تسلم الراية بعدهم محمود أبو رية الذي ألف كتابه " أضواء على السنة المحمدية " ، فنشر فيه مزاعم واتهامات حول الحديث النبوي ، وخلط بين ما قاله من سبقه من المستشرقين ، ومن سار على منهجهم من المسلمين ، فجاء كتابه مزيجاً من مختلف الآراء التي قيلت للتشكيك في الحديث النبوي ورجاله ، وإظهار السنة بمظهر الاختلاف والتناقض والتحريف .
وكان غرضهم من ذلك التشكيك في الحديث النبوي كمصدر ثانٍ من مصادر التشريع الإسلامي ، عن طريق الطعن في حجية السنة ، وإثارة الشبه حولها حتى يترك العمل بها من قبل المسلمين .
ومن هذه الشبه التي رددها أذناب المستشرقين قولهم : " لوكانت السنة ضرورية لحفظها الله كما حفظ القرآن في قوله تعالى :{ إنا نحن نزلنا الذكر لحافظون } ، ولأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتابتها كما أمر بكتابة القرآن " .
وقولهم في الحديث الذي يقول فيه النبي - صلى الله عليه وسلم : - ( ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه ) ، : " لو كان هذا الحديث صحيحاً لما نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن كتابة السنة ، ولأمر بتدوينها كما دون القرآن ، ولا يمكن أن يدع نصف ما أ