( شباب الاسلام )
العدد الثالث ذو الحجة 1430هـ
الإفتتاحية
هيا بنا نؤمن ساعة
هاهى الأيام المباركات تقبل علينا مسرعة , تفتح ذراعيها لكل جاد ومشمر يريد الآخرة ويقتفى أثر حبيبه محمد " صلى الله عليه وسلم " الذى قال فى الحديث الصحيح : - " ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من الأيام العشر فقالوا يا رسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله ؟ فقال ولا الجهاد فى سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشىء "
فإذا كانت هذه الأيام كذلك , فلنغتنمها ونتعرض لنفحات الله كيف لا وقد قال النبى ( صلى الله عليه وسلم ) : " إن لربكم فى أيام دهركم لنفحات ألا فتعرضوا لها , فلعلها أن تصيب أحدكم نفحة منها فلا يشقى بعدها أبدا".
والتعرض لنفحات رحمة الله يكون بكثرة الدعاء والسؤال فى هذه الأوقات الفاضلة والتقرب إلى الله عز وجل وصدق التوبة وإخلاص النية لله .
فهذه أيام يقبل الله فيها على خلقه ويقبل التوبة ممن تاب فهل نكون من أولياء الرحمن الذين استجابوا لنداء الله " وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون"
إلــهى لست للفردوس أهلا ولا أقـوى على نار الجحيـم
فهب لى توبة واغفر ذنوبى إنك غافــر الذنــب العظـيــم
فلنبادر إلى اغتنام نفحات رحمة الله فى هذه الأيام المباركة فلنكثر من ذكر الله فى هذه الأيام ولنكثر أيضا من التكبير والتهليل فقد ورد عن ابن عمر وأبى هريرة أنهما كانا يخرجان إلى السوق فى أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما .
ولابد أن نتذكر فى هذه الأيام الصيام , فالصيام من أفضل الأعمال التى ندب إليها الأسلام وحض عليها فقد قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " : (من صام يوما فى سبيل الله باعد الله بينه وبين النارسبعين خريفا ) رواه البخارى .
وأفضل ما يكون صيام النوافل فى هذه الأيام الفاضلة المباركة .
وأعلاها فضلاً وأكملها أجرا هذه الأيام العشر المباركة ومن ثم كان صيامها من أفضل الأعمال وحديث ابن عباس رضى الله عنه فى فضل الأيام العشر أورده الأئمة تحت عنوان " باب فضل صيام العشر "
قال ابن حجر فى فتح البارى " استدل به على فضل صيام عشر ذى الحجة لإندراج الصوم فى العمل ، واستشكل بتحريم الصوم يوم العيد وأجيب بأنه محمول على الغالب "
وأما الحديث الذى أخرجه مسلم وغيره عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت " ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائماً فى العشر قط "
فقد قال النووى فى شرح مسلم " قال العلماء : هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشرة والمراد بالعشر هنا التسعة من أول ذى الحجة قالوا : وهذا مما يتأول فليس فى صوم هذه التسعة كراهة ، بل هى مستحبة استحباباً شديداً لا سيما التاسع منها وهو يوم عرفة ....... فيتأول قولها : لم يصم العشر أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما ، أو أنها لم تره صائماً فيه ........؟؟
وزاد ابن حجر تأويلاً آخر لحديث عائشة وهو " احتمال أن يكون ذلك لكونه كان يترك العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن يفرض على أمته ...... " كما رواه الصحيحان من حديث عائشة أيضاً .
وفى هذه الأيام الفاضلة يكون لقيام الليل لذه ومنزلة " فقيام الليل شرف المؤمن " ودقائق الليل غالية وأغلى ما تكون فى الأيام المباركة .
يا رجال الليل جدوا رب داع لا يــرد
ولا يقــوم اللــيل إلا من له عزم وجـد
وفى عشر ذى الحجة لاننس مائدة الله ولا ننس القرآن الكريم " ألا بذكر الله تطمئن القلوب "
هذا القرآن ربى جيلاً لم تر الدنيا مثله فى أخلاقهم وفى سموهم وفى عقولهم . فهل نغتنم أيام النفحات المباركة لنغذى أرواحنا وقلوبنا من مائدة القرآن المباركة .
ومن أجل أن تكتمل الصورة ونظفر بالأجر الكامل يجب علينا ألا ننسى :
* الصدقة :فى هذه الأيام المباركة واعلم أنك إن أعطيت لم تعط المسكين ولا الفقير ولكنك تعطى لأكرم الأكرمين الذى قال " هل جزاء الأحسان إلا الأحسان"
* الاستعداد للأضحية وبذل المال والجهد: فهى خير عمل يتقرب به إلى الله يوم النحر فقد قال رسول الله " ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله من إراقة الدم ، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها ، واظلافها ، وأشعارها ، وإن الدم ليقع عند الله بمكان قبل أن يقع من الأرض ، فطيبوا بها نفساً "[رواه ابن ماجه والترمذي].
* صلة الأرحام : فهى سبب القرب من الله فقد سئٍل النبى " صلى الله عليه وسلم " : ( أى الأعمال أحب إلى الله فقال : إيمان بالله تعالى قيل ثم أى قال ثم صلة الرحم )
وأخيراً نقول أيها الأحباب .............
اطلبوا الخير دهركم واهربوا من النار جهدكم , فإن الجنة لا ينام طالبها وإن النار لا ينام هاربها
وبالغ التهنئة بحلول شهر ذى الحجة وعيد الأضحى
وتقبل الله منا ومنكم
أخلاق وتزكية
من معالم الحج المبرور
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد ولد آدم أجمعين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، أما بعد:
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ". ولا شك أن هذا الجزاء العظيم الذي يتمثل في جنة عرضها السموات والأرض لمن أدى حجا مبرورا يستحق من العبد المؤمن أن يسابق إلى هذه الحجة وأن يتعرف على معالم الحج المبرور حتى يأتي بها فبفوز بهذا الجزاء العظيم.
وإننا في هذا المقال سنتعرض باختصار لأهم معالم الحج المبرور ، نسأل الله تعالى التوفيق والإعانة ، ونجمل هذه المعالم فيما يلي:
أولا: بذل المعروف وكف الأذى
إن من أهم معالم الحج المبرور أن يكف صاحبه عن الناس أذاه وأن يبذل لهم من معروفه وبره وإحسانه ، وأن يحسن خلقه مع رفقته خاصة ومع الحجيج عامة ؛ فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن البر فقال: " البر حسن الخلق".
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : إن البر شيء هين : وجه طليق وكلام لين.
ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن بر الحج قال: " بر الحج إطعام الطعام وطيب الكلام".
فيحتاج الحاج إلى أن يتحلى بمحاسن الأخلاق وسعة الصدر والبشاشة والاحتمال ، وهكذا كان السلف رضي الله عنهم، يقول مجاهد رحمه الله تعالى : صحبت ابن عمر لأخدمه فكان يخدمني.
وكان عبد الله بن المبارك رحمه الله يطعم أصحابه الطعام وهو صائم، وكان يحسن إلى رفقته غاية الإحسان من حين سفرهم إلى حين عودتهم.
ثانيا : الاستكثار من الطاعات
فرحلة الحج فرصة عظيمة ليستكثر العبد من الطاعات ونوافل العبادات ، وقد عرفنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يواظب على قيام الليل في أسفاره كلها ، وكان يصلي على راحلته.
وتأسى به من بعده من الصحابة والتابعين فكانوا يحرصون على التزود من الطاعات ، والتقرب إلى الله تعالى بأنواع القربات ، فكانوا يحرصون على نوافل العبادات ، وقد ذكر الإمام أحمد رحمه الله تعالى أن مسروق رحمه الله تعالى حج فما نام إلا ساجدا ، من شدة اجتهاده رحمه الله ، وكان آخر يقوم الليل ويتلو القرآن ويأمر حاديه أن يرفع صوته حتى لا ينتبه لعبادته أحد ، لكن أبى الله إلا أن ينشر ذكرهم الحسن بين الخلق.
فاستثمر وقتك لتعود بأكبر أجر فالحسنة هناك بمائة ألف حسنة ، وأكثر من تلاوة القرآن وذكر الرحمن ؛فإن الذكر غراس الجنة ،وقد أمر الله تعالى بكثرة ذكره في مناسك الحج فقال:
(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ) (البقرة:198)
وقال: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً )(البقرة: من الآية200).
وقال: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)(البقرة: من الآية203).
وهكذا بقية الطاعات من صدقة وصيام وأمر بمعروف ونهي عن منكر وغيرها.ومن أعجب ما ورد عن بعض السلف أنهم كانوا يختمون القرآن في الحج في كل يوم مرة.
ثالثا :الإخلاص لله تعالى والتأسي بالنبي في حجته
ولينو بذلك كله ـ بحجه وعبادته واجتهاده ـ رضا الله تعالى ولا يقصد رياء ولا سمعة ولا مباهاة ؛ فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه،وقد قال الله تعالى : ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)(الكهف: من الآية110)
ولما أهل النبي صلى اله عليه وسلم قال : "اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة".
ثم ليحرص على أن يأتي بأعمال الحج وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا يحتاج من الحاج أن يتفقه في مناسك الحج.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على أن يبرز للناس في المناسك ويعلمهم أحكام الحج وكان يقول لهم : " لتأخذوا عني مناسككم".
نسأل الله أن يوفقنا والمسلمين لحج مبرور وعمل صالح مقبول، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.
تاريخ وحضارة
نوماً هنيئاً وصحواً على الأمل الجميل
شيء مضحك أن تتحدث عن النوم، هل فرغت ما في جعبتك حتى تحدثنا عن المنام والأحلام؟ فكأننا بحاجة إلى المزيد من النوم والتخدير؟!
سبحان الله، كم ساعة يقضيها المرء في النوم؟ حسب تقرير عامة الأطباء قديماً وحديثاً ؛ يقضي ما بين 6-8 ساعات نائماً، أي نحواً من ثلث عمره، أما الصغير والكبير فيزيد كثيراً على ذلك،وهناك من يحتاج عشر ساعات، أو من تكفيه ثلاث ساعات بحسب تركيب الجسم والهمّة!
وفي محكم التنزيل الامتنان بالنوم "وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا"النبأ: 9، "إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ" الأنفال: 11.
"اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ" غافر:61.
"اللَّهُ يَتَوَفَّى الأنفُسَ حِين مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا" الزمر: 42.
في آيات كثيرة جاءت في سياق المنّة على العباد، أو في سياق الحجّة والقدرة بخلق النوم الذي يغشى العيون والألباب، ويُغيّب المرء عن وعيه وإدراكه؛ ليصحو بعده وقد زال عناؤه وتجدد نشاطه، وقد يرى في منامه من العجائب والغرائب ما لا يراه في اليقظة، والرؤيا هي عبرة أخرى، وآية كبرى، تدل على اللطيف الخبير.
سبحان الله! ألم يرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى آداب النوم من الطهارة، والنوم على الجنب الأيمن، (أما استقبال القبلة فلم يثبت في السنّة) والأدعية والأذكار المثبتة في دواوين السنة، حتى إنه -صلى الله عليه وسلم- أرشد عليّاً وفاطمة -رضي الله عنهما- إلى التسبيح ثلاثاً وثلاثين، والتحميد ثلاثاً وثلاثين، والتكبير أربعاً وثلاثين، وأنها تزيل التعب، وتجدد النشاط
"فَهْوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ " كما في البخاري ومسلم.
وقد جرّبت كثيراً أن الانخراط في التّسبيح مطردة للأرق، وهو خير مما يوصي به الأطباء من العدد، أو العدّ العكسي ( 100، 99، 98 ..)، كما يذكره الدكتور صبري القباني، وغيره.
نعم ! قد نُسمَّى أحياناً بالعالم النائم، ولسنا نحتاج المزيد من النوم، لكن من الصحو أن نعطي النوم التقنيات والآداب والأسباب التي تجعله يفعل فينا فعله، ليمنحنا مكافأة على جهد قدمناه، أو تعب عانيناه، أو ضغوط ساورتنا!
إن التنكر للمعاني الفطرية مشكلة صعبة، فنحن جميعاً ننام، وننام ملء جفوننا، حتى حين نصنع حدثاً مدوياً، على حد تعبير المتنبي:
أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَم
أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ.
لكننا نستنكف أن نقرأ عن النوم، أو نتكلم، أو نتذاكر؛ لأن هذا من الفضول، وما لا طائل تحته!
لحظات من الهدوء والاسترخاء، نحتاج إلى أن نتعوّد على إقصاء الهموم والغموم والضغوط، واستحضار الظرف والخفة والبساطة والعفوية، ولتكن لحظة مؤانسة مع زوج موافق، أو مداعبة لطفل غرير، أو مباسطة وحديث هامس مع صاحب عزيز، محفوفة بالذكر والتسبيح والاستغفار، عشراً، أو مائة، أو ألفاً، وفرصة لتصفية الداخل وتطهيره وإعادة غسل القلب بماء الصفاء والتسامح، بدلاً من استذكار العديد من الآلام والمنغصات والمواقف المؤلمة، الدالة على عدوانية الآخرين وشرهم، وأنهم يقولون ما لا يفعلون، وكأني أنام على حسك الكراهية والبغضاء، وأصبح عليها.
عليّ أن أستذكر قبل نومتي النجاح والإنجاز، والموقف الإيجابي الجميل، والوعد الصادق، والأمل الذي يلوّح لي بمستقبل أفضل، وعلي أن أستذكر حاجتي إلى أن يسامحني الآخرون؛ فلأسامحهم إذن ما دمتُ خطّاءً، وهم كذلك، ولأصعّد من سويداء قلبي دعوات صادقات لأصدقائي، ومعارفي وقرابتي، ولأعدائي وخصومي، الذين نذروا أنفسهم لحربي؛ أن ينقذهم الله من شر نفوسهم، وأن يرشدهم لما هو خير لهم، والْمَلَكُ معك حينئذٍ يتقلب في فراشك حيث ذكرت الله، ويؤمِّن على دعائك للآخرين، ويقول: ولك بمثل!
نوماً هنيئاً، وأحلاماً وردية، وصحواً عل الأمل الجميل
من هدي الرسول
الأضحية.. وأحكامها
{ لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين}من سورة الحج ـ الآية 37
تعريفها
هي الشاة التي تذبح بعد صلاة عيد الأضحى تقرباً إلى الله تعالى .
حكمها
هي سنّة مؤكّدة ( أو واجبة عند الأحناف) كل عام لمن وجد سَعَة في رزقه وهي أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد صلاة عيد الأضحى المبارك .
فضلها
للمضحي حسنة بكل شعرة من شعرِ الأضحية والحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء , ويغفر ذنبه بأول قطرة من دمها .
الحكمة منها
1.
التقرّب إلى الله تعالى .
2.إحياءً لسنّة أبينا إبراهيم عندما ذبح كبشاً فداءً لولده إسماعيل ( عليهما الصلاة والسلام).
3.التوسعة على العيال يوم العيد وإشاعة الرحمة بين الفقراء والمساكين والتكافل بين المسلمين .
4.شُكراً لله عز وجل لما سخّر للناس من الأنعام .
أصناف الأضحية وأعمارها
الضأن ( الخروف) : وعمره ستة أشهر فما فوق .
الماعز : وعمرها سنة فما فوق .
البقر : وعمرها سنتان ودخلت في الثالثة .
الإبل : وعمرها أربع سنوات ودخلت في الخامسة .
شروط الأضحية
أن تكون سالمة من العيوب وهي :
العوراء , والعرجاء , والعجفاء ( الهزيلة , المريضة ) , والقرناء (المكسورة القرن من أصله ,أو مقطوعة الأذن من أصلها ) .
ولا يضر الكسر القليل في القرن أو القطع القليل في الأذن .
وقت الذبح
بعد صلاة عيد الأضحى ويستمر إلى عصر اليوم الرابع من أيام العيد.
التقسيم
الأفضل تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أقسام : ثلث كصدقة للفقراء والمساكين , وثلث كهدي للجيران والأقارب والأصدقاء ( ولو كانوا أغنياء) , وثلث له والأهل بيته .
وإذا وزع أكثرها فأجره أعظم .
ما يُستحب لصاحب الأضحية
أن لا يأخذ شيئا من شعره و أضفاره بدخول أول ذي الحجة .
أن يذبح بنفسه إن كان يحسن الذبح , وإن كان لا يحسن الذبح فيكون حاضراً ليشهد أضحيته .
أن يقول عند الذبح موجهاً أضحيته نحو القبلة : بسم الله .. والله أكبر .. اللهم هذه منك ولك .. اللهم هذه عني وعن أهلي ( أو هذه عن فلان وأهله ) .
أن يأكل من كبدها إقتداءً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
تنبيهات
تجزئ الشاة الواحدة عن الرجل وأهله .. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ضحّى عن كبشين فقال عن الأول
" اللهم هذا عن محمد وآل محمد " .
البقرة والإبل تجزئ سبعة أشخاص مع عوائلهم .
يمكن التضحية عن المتوفي إذا أوصى يذلك , ولا بأس بإشراكه مع العائلة وإن لم يوصِ .
لا يُعطى القصّاب من لحم الأضحية أو جلدها كأجرة لقوله r : (نحن نعطيه من عندنا ) أي يمكن إعطائه منها لكن بعد أن يأخذ أجرة الذبح .
الفقراء الذين لا يمكنهم أن يضحّوا .. قد ضحّى عنهم رسول الله e في قوله عندما ذبح الكبش الثاني : ( اللهم هذا عني وعمّن لم يُضحَّ من أمتي ).
من الممكن الإنابة ( الوكالة ) عن التضحية حتى وإن كان في بلد آخر .
أخطاء شائعة
الاعتقاد بأن الأنثى من الأضحية لا تصلح عن الرجل
وأن الفحل من الأضحية لا يصح عن المرأة .
الاعتقاد بعدم كفايتها إلا لشخص واحد .
الاعتقاد بأنها في العمر مرة واحدة .
الاعتقاد بوجوبها على الميت .
دعوة وعلم
لا تجعل الله أهون الناظرين إليك
كم يراقب الإنسان الآخرين، وينسى مراقبة رب العالمين، وكم يراقب العبدُ العبيد وينسى الإله المعبود، فيخجل البعض، ويكف الآخر، ويندم ثالث، ويعتذر رابع، ويبكي خامس....هذا كله عندما يعلم ويحس بأنه مراقب من قبل مخلوق مثله، فكيف إذا علم وتيقن بأن العليم الخبير سبحانه وتعالى مطلع عليه ويراه، ويسمعه، ويراقبه، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
أيليق بأحد بعد ذلك أن يتساهل في علم الله به، ونظره إليه، أيقبل أحد أن يراه مولاه حيث نهاه؟، أو يفقده حيث أمره.
وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
نعم أخي الحبيب....انتبه لنفسك ولا تجعل الله أهون الناظرين إليك، وهو سبحانه عالم السر والنجوى، ويعلم عنك ما لا تعلم عن نفسك، فقد قال تعالى:{أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ }(البقرة:77)، وقال:{ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } (العلق:14)، وقال:{ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً } (الأحزاب:52)، وقال:{ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ }(غافر:19).
وكن كما علمك النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الإحسان ؟ فقال: ( أن تعبد الله كأنك تراه . فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) متفق عليه .
فالمراقبة عبادة عظيمة وهي: "دوام علم العبد، وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه" . وهي ثمرة علم العبد بأن الله سبحانه رقيب عليه، ناظر إليه، سامع لقوله، وهو مطلع على عمله كل وقت وكل حين، وكل نفس وكل طرفة عين. والغافل عن هذا بمعزل عن الهداية والتوفيق. ومن راقب الله في خواطره، عصمه في حركات جوارحه.
وقد قيل لبعضهم : متى يهش الراعي غنمه بعصاه عن مراتع الهلكة ؟ فقال : إذا علم أن عليه رقيبا . وقيل : المراقبة مراعاة القلب لملاحظة الحق مع كل خطرة وخطوة .
نعم لا تجعل الله تعالى أهون الناظرين إليك، بل راقبه، وإذا جلست للناس فكن واعظاً لقلبك ونفسك. ولا يغرنك اجتماعهم عليك. فإنهم يراقبون ظاهرك. والله يراقب ظاهرك وباطنك.
فالله عز وجل هو أعظم الناظرين إليك، العالمين بك، المطلعين عليك، العارفين بأسرارك، ولا مفر لك منه، فالأرض أرضه، والسماء سماؤه، والخلق خلقه، والناس عبيده، وهو الذي أحياك، وسوف يميتك، ثم يبعثك، ويوقفك بين يديه للسؤال.
فكن من المعظمين لله سبحانه وتعالى، ولأمره ونهيه، ولا تجعله أهون الناظرين إليك، والله المعين، والحمد لله رب العالمين.
السنة النبوية
تواضع النبي صلى الله عليه وسلم
خلق التواضع من الأخلاق الفاضلة الكريمة ، والشيم العظيمة التي حث عليها الإسلام ورغَّب فيها، وتمثله رسول الله صلى الله عليه وسلم منهجاً عملياً في حياته، وفي ثنايا الأسطر التالية نقف عند بعض ملامح هذا المنهج العملي لنرى تواضعه صلى الله عليه وسلم.
فقد كان صلى الله عليه وسلم مع علو قدره ، ورفعة منصبه أشد الناس تواضعاً، وألينهم جانباً، وحسبك دليلاً على هذا أن الله سبحانه وتعالي خيَّره بين أن يكون نبياً ملكاً ، أو نبياً عبداً ، فأختار أن يكون نبياً عبداً صلوات الله وسلامه عليه.
وكان صلى الله عليه وسلم يمنع أصحابه من القيام له، وما ذلك إلا لشدة تواضعه فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئاً على عصاً ، فقمنا له ، قال لا تقوموا كما يقوم الأعاجم ، يعظِّم بعضهم بعضاً) رواهأحمد وأبو داود وهذا خلاف ما يفعله بعض المتكبرين من حبهم لتعظيم الناس لهم ، وغضبهم عليهم إذا لم يقوموا لهم ، وقد قال عليه الصلاة والسلام ( من أحب أن يتمثَّل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار) رواه أحمد والترمذي و أبو داوود.
وخلق التواضع كان سمةً ملازمةً له صلى الله عليه وسلم في حياته كلها، في جلوسه ، وفي ركوبه ، وفي أكله ، وفي شأنه كله ، ففي أكله وجلوسه نجده يقول (إنما أنا عبد، آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد) رواه ابن حبان ، وفي ركوبه يركب ما يركب عامة الناس، فركب صلى الله عليه وسلم البعير و الحمار والبغلة والفرس، قال أنس رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض، ويشهد الجنازة، ويجيب دعوة العبد، وكان يوم بني قريظة على حمار مخطوم بحبل من ليف ) رواه الترمذي.
وفي "سنن" ابن ماجه عن قيس بن أبي حازم : أن رجلاً أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام بين يديه فأخذته رعدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هوّن عليك فإني لست بملك ، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد) ـ والقديد هو اللحم المجفف - وهذا من تمام تواضعه صلى الله عليه وسلم حيث بين له أنه ليس بملك، وذكر له ما كانت تأكله أمه لبيان أنه رجل منهم ، وليس بمتجبر يُخاف منه.
وبالجملة فإن الناظر إلى ما تقدم بعين البصيرة والاعتبار يعلم علم اليقين، أن خلق التواضع كان خلقاً ملازماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه من الأخلاق التي ينبغي على المسلم أن يتحلى بها و يحرص عليها إقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم كي ينال خيريِّ الدنيا والآخرة.
للشباب فقط
القسوة والعقاب.. سبب لفقد الثقة عند الشباب
الأسرة المثالية هي التي تساير نمو الفرد فتعامله في طفولته على أنه طفل فلا تحاول أن تقتحم طفولته فتعامله على أنه بلغ مرحلة الرجولة والكمال، بل ينبغي أن تهيئ له الفرصة لكي ينمو ويستمتع بكل مرحلة يمر بها في حياته.
والأسرة المستقرة الثابتة المطمئنة تعكس هذه الثقة، وذلك بالاطمئنان على حياة المراهق، فتشبع بذلك حاجته إلى الطمأنينة. وتهيئ له مناخا صحيا لنموه، ولهذا كان للوالدين أثرهما الفعال على سلوك أبنائهما.
والمناخ المضطرب داخل الأسرة يسئ إلى نمو المراهق، وينحو به نحو التمرد والثورة. وكذلك تزمت الوالد الشديد لآرائه يجعله بعيدا عن صداقة أبنائه، ويقيم بينه وبينهم الحدود والحواجز التي تحول بينه وبين فهمه لمظاهر نموهم الأساسية.
والشدة في التربية ودوام التوبيخ والعقاب تخرج لنا شابا معوقا نفسيا واجتماعيا، وقد دلت على ذلك حالات كثير من الشباب الذين أدركوا بعد بلوغهم سن الرشد ومبالغ الرجال أنهم ليسوا كبقية الشباب، فهم مهزوزون متأرجحون لا يحسنون اتخاذ القرارات ولا يجدون في أنفسهم ثقة لمواجهة المشكلات، بل وربما فكر بعضهم في الانتحار لشدة ما يجد في نفسه من اضطراب وعدم توافق مع الحياة.
فاقد الثقة
يقول أحد الشباب: أنا شاب في الخامسة والعشرين من عمري... حصلت على الشهادة الجامعية ثم التحقت بعمل في أحدى الوزارات. أشعر أنني غير موفق في عملي لأنني لست واثقا من نفسي ومن قدراتي.
ذهبت إلى طيب نفسي لكي يخلصني من هذا الشعور النقص، ومن خلال الأسئلة التي طرحها عليّ ذلك الطبيب جعلني أتذكّر أيام الطفولة القاسية التي عشتها في كنف والدي (سامحه الله).
تذكرّت أن والدي كان يبالغ في نقدي وتخويفي وضربي وعقابي وأحيانا كثيرة كان يتعمّد إهمالي وحبسي وسجني في إحدى حجرات المنزل، وإلى تهديدي بالطرد، لدرجة أنني لم أشعر في يوم ما بعطفه وحنانه.
ولا أخفي عليكم أن ذلك الأسلوب من التربية الخاطئة جعلني فاقد الثقة في نفسي وفي الآخرين، حاقدا على كل إنسان متميز في مجاله، أصبحت متمرسا على الوقيعة بين الناس.
والآن أشعر بخيبة الأمل في الأسلوب الذي تربيت عليه... وأحيانا أتساءل: لماذا لم يدرك أبي الأسلوب التربوي السليم الذي يصنع مني إنسانا سوياً؟ وفي أوقات كثيرة أشعر برغبة شديدة في الصراخ بأعلى صوتي لأقول للآباء والأمهات: ارحموا أبناءكم، وكونوا القدوة الحسنة لهم لكي يكونوا بعيدا عن المشاكل والأزمات النفسية.
أبي يقسو على.. وأمي تبكي من أجلي
كرهت والدي وأحببت أمي، لأن أبي كان يعاملني بقسوة شديدة وكانت أمي تبكي من أجلي... ويتكرر هذا المشهد كل يوم من إهانة بالألفاظ النابية والضرب المبرح. ولم تستطع والدتي أن تمنعه من الاستمرار في ممارسة تلك الإهانات المتكررة.
أصبحت غير متزن في انفعالاتي بحيث كنت أضحك لأية كلمة تبعث على السرور، كما كنت أحزن لأية كملة أخرى تسبب لي الاكتئاب.
اعتقدت أن جميع الآباء على شاكلة والدي، ولكنني وجدت زملائي في حالة نفسية سوية ويقبلون على الحياة ولهم تطلعات وطموحات لم أفكر فيها في يوم من الأيام.
وكانت السلوى في حياتي هي أمي المسكينة التي كانت تعوّضني عن كل تلك الإهانات بالكلمة الطيبة الرقيقة واللمسات الحانية.
كنت سريع الانفعال وبسبب ذلك تشاجرت مع أحد الزملاء، وفي لحظة انفعال سريعة تناولت حجرا وضربته على رأسه مما تسبب له في ارتجاج المخ وقرر الطبيب في المستشفى أن مدة العلاج سوف تستمر أكثر من شهر. وتم القبض عليّ، وحكمت المحكمة بسجني ثلاثة أشهر مع الشغل.
خرجت من السجن ضائعا في الحياة... وجدت والدي يقابلني بوابل من السباب؛ فخشيت أن يستمر ذلك المسلسل من الإهانات؛ فقررت الهرب من المنزل بعيدا عن جحيم والدي.
خرجت من المنزل هائما على وجهي لا أدري وجهتي أو إلي أين أذهب...تذكرت رفقاء السوء الذين وقعوا في مستنقع الفساد والجريمة؛ ولكني استعذت بالله من شياطين الإنس هؤلاء.. ولأنني لم أرغب في العودة مرة أخرى إلى السجن.
فكرت في الذهاب إلى خالي لكي يكون ملاذي، ولكنه لم يكن قادرا على تحمل نفقاتي ومصروفاتي فتراجعت عن الذهاب إليه... ففضلت العودة إلى المنزل لكي أكون بجوار أمي المسكينة وأتحمل العذاب اليومي. ولا أدري متى ينتهي هذا العذاب! ولا أتذكر في يوم من الأيام أنني عارضت أبي في رأي أو أنني أغضبته بقول أو فعل حتى هذه اللحظة.
إننا نقول للآباء:
إن الأبناء يحتاجون من الناحية النفسية في فترة المراهقة إلى الطمأنينة والشعور بالأمن الداخلي، والشعور بالانتماء الأسري والحياة الأسرية الآمنة المستقرة، والشعور بالحماية ضد العوائق و الأخطار والحرمان العاطفي الأسري، والشعور بالاستقلال والاعتماد على النفس مما يقلل انحرافات المراهقين وتهيئ لهم توافق سليما في حياتهم الاجتماعية، والقسوة في التربية آثارها مضرة وعواقبها وخيمة وأول من يكتوي بنارها هم الأبناء وكذلك الآباء أنفسهم .. فعليكم بالرفق أيها الآباء والمربون فما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيئ إلا شانه.
الأسرة الأسلامية
منهج لتربية أطفالنا من القرآن والسنة
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين
هو الأمي لم يقرأ كتابا ..............فعلم قارئين وكاتبينا
ومما زادني شرفا وتيها..................وكدت بأخمصي أطأ الثريا
خولي تحت قولك يا عبادي .............وأن صيرت أحمد لي نبيا
أما بعد
أيها الإخوة المربون والأخوات المربيات
نحن في عصر التحديات للطفل والشاب والرجل والكهل وعموم النساء ، ورأيت أن أكتب ما يفتح الله به في تربية أطفالنا فأقول مستعينا بالله :
إننا بحاجة لرجال وأكتفي بكلمة رجال فهذه الكلمة تعني الكثير
وهؤلاء الرجال لابد وأنهم قد عاشوا فترة الطفولة والتي تؤثر في أصحابها بالغ التأثير
وينشأ ناشئ الفتيان منا .............. على ما كان عوده أبوه
والطفل بحاجة إلى
:
أولا: أم وهذه الأم ذات صفات :
1- دين( فاظفر بذات الدين تربت يداك)
2- عقل( فالعقل رأس مال من لا مال له)
3-علم(فإذا رزقت خليقة محمودة ............ فقد اصطفاك مقسم الأرزاق)
4-ما زاد من الصفات فحسن كالمال والجمال والنسب وكذلك الإحساس بالمسؤولية
دقات قلب المرء قائلة له .............. إن الحياة دقائق وثوان
فاصنع لنفسك ذكرا قبل وفاتها ........... فالذكر للإنسان عمر ثان
وغيرها ، وخير الذكر ولد صالح
ثانيا:
أب عامل
إذا كان رب البيت بالدف ضارب ......... فشيمة أهل البيت الرقص
ثالثا : اتباع للسنة
في آداب الزواج من رؤية المخطوبة وحسن المنبت وطيب الخلق.
والجماع بالبسملة قبل المباشرة فيه ( بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا).
و العقيقة فهي حق للمولود فالغلام مرتهن بعقيقته وإن شاء الله تكون سببا في عدم عقوقه لوالديه وهي للغلام شاتان وللبنت شاة تذبح وتقسم كالأضحية.
والاسم الحسن للطفل : وخير الأسماء ما عبد وما حمد : كعبد الرحمن وعبد الله وأحمد ومحمود وما يستحسن منها بحيث ألا يكون خارجا عن إطار الإسلام فقد قالت العرب : لكل شيء من اسمه نصيب
رابعا:
تهيئة المكان للتربية وشغل البال دائما بأهمية هذا الطفل في المستقبل إن شاء الله
ففي سنوات الطفل الأولى ـــ وأقصد بالطفل الولد والبنت ـــ يرعاه أبواه تمام الرعاية الأبوية الحنونة فيتناول حليب الأم ويرعاه والده ووالدته صحيا ونفسيا كما نرى العناية بالصغار من جميع المخلوقات
.
فالطفل الذى يترك للبكاء والألم لا يستوي مع غيره ممن لقي الملاعبة والحنان والعناية
والذي شكل تحت الرعاية أبوين حريصين لا يكون كمن أهمل وترك للإهمال عاملة أو خادمة وهذا من أسباب فساد النشء
.
ومن ترك لخادمة وضع في يد غير أمينة فالأم لا تعوض بحال من الأحوال
عند سن الثانية وما بعدها إذا بدأ في الكلام علمه دائما أن يقول
:
لا إله إلا الله ( فقد قال الرسول صلوات الله وسلامه عليه ) إذا أفصح الغلام فعلمه لا إله إلا الله ) أو كما قال .
دائما ذكره بالله في كل أحوالك وأقوالك وأفعالك
:
إذا أكلت فقل له من خلق لنا هذا الطعام ؟ من فاكهة وأرز ولحم وغيره ـ وهذا من دون تكليف فهو مازال في سن اللعب والمرح ولكن لعب في سبيل الله ومرح ضابطه الشرع ليتعود أن تكون الحياة كلها لله منذ الصغر. ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، وبذلك أمرت )أي حياة الكبير والصغير كلها لله وما خسر المسلمون إلا حينما كانت الحياة لغير الله ، أربطه بالله عند شرب الماء وقل له الله الذي أنزل لنا الماء من السماء ولولا وجود الماء مابقي على الأرض أحد، قل له انظر إلى السماء الله خالقها وقل له تعال نصلي معا في البيت أو المسجد ولو لعب لا تنهره ولكن علمه برفق كبير جدا ولا تخف من نظر الناس إليك أثناء تعليمك له لاعبه وقل له دائما أنت شجاع وعلمه أن يقول عن نفسه أنا شجاع أستمد قوتي من خالقي .
انظر معي بتأمل ـ أخي المربي ـ إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر
انظر في قوله: مروا لمدة ثلاث سنوات يعني من سبع إلى عشر ، ثلاث سنوات في كل سنة 360 يوما تقريبا في 3 سنوات = 1080 يوما تقريبا في خمس أوامر عند كل صلاة تقول له : صل =
1080ْ × 5 = 5400 أمر بالصلاة بدون ضرب أو نهر أو تعذيب .
أتدري يأخي الكريم لماذا شغلتك بهذه الحسابات لتعلم أن الجبن فينا ليس من فراغ بل إنه من سوء التربية الذي جعلنا نرضي بأي وضع ونقبل بأي شكل من أشكال الهوان فنحن بحاجة إلى رجال شجعان لا يخافون في الله لومة لائم
الطفل والشجاعة
بعض الأخلاق الكريمة
:
1-الاستئذان بطرق الباب ثلاثا يفرق بين الثلاث وينتظر من يفتح له وإلقاء السلام عند الدخول والدعاء بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا اللهم إني أسالك خير المولج وخير المخرج ـ وقل لولدك هذا الدعاء يملأ البيت بركةـ وعلمه لا ينظر في بيوت الآخرين وعلمه حسن الأسلوب في المخاطبة فلا يقل أنت أنت وليقل حضرتك وفضيلتك للكبير الذي يعرفه والذي لا يعرفه يا حضرت يا سيد يا أستاذ يا عم وهذا يتعلمه منك أنت.
2-
السلام بقوله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الكبير وللكثير وللجالس وللواقف وغيرها ولا يحجب السلام عن ناس دون ناس (القي السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) وللأسف نحن أصبحنا في شوارعنا وأسواقنا لا نسلم على بعضنا وإذا سلمنا كان سلامنا مبتور ناقص فلنعلم أبناءنا ما فقدناه نحن
3-
الدخول للخلاء ( الحمام)والخروج منه عند الدخول يدخل برجله اليسرى ويقول (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) يعني ذكور الشياطين وإناثها ولا يتكلم في الحمام ولا يأخذ معه شيء له مكانة وتعظيم وعند الخروج يخرج باليمنى ويقول (غفرانك ) حفظه هذه الأدعية بالتعود والممارسة وعلمه أن ينظف مكان الخارج من السبيلين وقل له هذه الأشياء نجسة لا بد من تنظيفها بالماء والبول والبراز يجعل رائحة المسلم كريهة والله جميل يحب الجمال وعلمه الاحتراز من النجاسات
4-
الوضوء بالماء ثلاثا بعد أن يقول بسم الله يغسل يديه ثلاث مرات ثم يتمضمض ويستنشق ويغسل وجهه ثلاث ثم يغسل ذراعيه إلى المرفقين وحدد له بعد المرفقين بقليل ثم يمسح رأسه مع أذنيه مرة واحدة من الأمام إلى الخلف ثم العودة ثم غسل الرجلين إلى الكعبين ـ وعلمه يتأكد من وصول الماء إلى هذه الأماكن تماما وإلا لا تصح الصلاةـ ثم حفظه بعد الوضوء يقول : أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين . إن تعثر فالا تشق عليه فبالتعود والممارسة وبرؤيتك تفعل وتقول يعرف كل شيء .
ثقافة وفكر
الثقافة الإسلامية وأهميتها
إذا كانت دراسة أي علم من العلوم تؤدي إلى ترقية مشاعر الفرد، وتنمي مداركه، وتفتح أحاسيسه وتصقل مواهبه ، وتزيد في حركته ونشاطه الفكري ، فيؤدي كل ذلك إلى إحداث تفاعل ذاتي داخل النفس التي تتلقى هذا العلم وتقوم بتلك الدراسة مما يجعلها تنطلق إلى آفاق جديدة، وتحصل على معارف وحقائق علمية لم تكن قد عرفتها من قبل.
إذا كان هذا كله يمكن أن يطبق على أي علم يتلقاه الإنسان، فكيف به إذا كان هذا العلم المتلقى وهذه الدراسة التي يقوم بها تتعلق بعلم وثيق الصلة بكيان الفرد وشخصيته الإسلامية، وماضيه المجيد، وتراثه التليد؟ كعلم الثقافة الإسلامية . هذه الثقافة التي هي في حقيقتها الصورة الحية للأمة المسلمة، فهي التي تحدد ملامح شخصيتها وبها قيام وجودها، وهي التي تضبط سيرها في الحياة. تلك الثقافة التي تستمد منها أسس عقيدتها وعناوين مبادئها التي تحرص على التحلي بها والمفاخرة بها بين الأمم، إن الثقافة الإسلامية هي التي تحدد نظام الحياة داخل المجتمع المسلم وتحث على التزامه وفيها تراث الأمة الذي تخشى عليه من الضياع والاندثار، وفكرها الذي تحب له الذيوع والانتشار .
من هذا كله برزت أهمية دراسة علم الثقافة الإسلامية، هذا العلم الذي هو أثير النفس المسلمة إذ به تتم الصلة بين كل جوانح الإنسان المسلم عقله وقلبه وفكره، وبه يربط المسلم بين ماضيه الزاهر وحاضره القلق، ومستقبله المنشود. إنه في أقرب أهدافه الكثيرة يزود العقول بالحقائق الناصعة عن هذا الدين، وسط ضباب كثيف من أباطيل وشبه الخصوم، ويربى في المسلم ملكة النقد الصحيح التي تقوِّم المبادئ والنظم تقويماً صحيحاً وتجعل المسلم يميز في نزعات الفكر والسلوك بين الغث والسمين فيأخذ النافع الخير ويطرح الفاسد الضار. وعلى هذا إذا كانت سائر العلوم الأخرى يعتبر تحصيلها ضرباً من الاستزادة في المعارف، فتلك غاية تنحصر في حدود المعرفة العقلية البحتة، لكن علم الثقافة الإسلامية يتجاوز ذلك لينفذ إلى القلب فيحرك المشاعر كما تقدم ويفجر في روح المؤمن تلك الطاقة من المشاعر الفياضة التي تشده شداً قوياً إلى عقيدته، وتراث أمته، وتعمق فيه روح الولاء لأمته الرائدة التي أكرمها الله بهذه الرسالة الهادية .
وتتجلى تلك الأهمية للثقافة الإسلامية في الأمور التالية:
(1) توضيح الأساسيات التي تقوم عليها الثقافة الإسلامية .
(2) تأثير الثقافة الإسلامية في العرب .
(3) تفاعل المسلم مع مبادئه وقيمه .
(4) بيان الازدهار الحضاري للأمة الإسلامية .
(5) بيان الأدواء التي حلت بالأمة الإسلامية .
(6) بيان دور الثقافة الإسلامية في العصر الحديث وما تقدمه للإنسان المعاصر.
وعلى ما تقدم فإننا نؤكد القول بأنه إن لم تقم دراسة الثقافة الإسلامية بشكل جاد ودقيق فسيكون ذلك سبباً في اهتزاز صورة الأمة في نظر الآخرين، بل سيمتد الأمر إلى أن تتخلى الأمة عمّا يميزها، ويزيل سماتها التي تتميز بها بين الأمم والثقافات الأخرى، فيجعلها تابعة بعد أن كانت قائدة، بل سيصل الأمر بالأمة إن لم تهتم بثقافتها وتتعلمها وتعلمها بالشكل الصحيح والدقيق إلى الاضمحلال ثم الزوال لا سمح الله، وهذه هي الكارثة التي تخشى كل أمة حية أن تحل بها.
إن الثقافة الإسلامية في حقيقتها لا تعني علماً بعينه من العلوم الإسلامية. ولكنها تعني علوم الإسلام كلها في عرض واضح وإيجاز بليغ ولذلك نقول إن الثقافة الإسلامية قد خلَّفت تراثاً ضخماً في مختلف فروع المعرفة على المسلم أن يكون ملماً بهذه المعارف التي كونتها وخلفتها الحياة الإسلامية على مدى قـرون عديدة ، والتي دبجت ضمن سلسلة من الكتب التي تتناول هذه المعارف في مجالات الدراسات الإنسانية أو العلمية عرضاً لهذه الثقافة أو إشادة بتأثيرها الحضاري.
-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-
Eng-Omar Zizo
Omar.metwaly1@yahoo.com